إسماعيل الصادق الوعد
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ) وهذا نبي آخر ، قد لا يرقى إلى مستوى موسى عليهالسلام ، ولكنه يتميز بإيمان قوى ثابت ، وخلق عظيم ؛ ومن مظاهر ذلك (إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ) مهما كلّفه الالتزام بالكلمة من جهد حتى في أشد المواقع صعوبة. وقد جاء في بعض الأحاديث المأثورة ، أنه وعد رجلا فانتظره حولا تعبيرا عن الالتزام الصادق بالكلمة التي ألزم نفسه بها ، أمام الآخرين الذين وعدهم بالوفاء ، فكانت الكلمة دستورا يحكم حياته ، لأن الإيمان موقف ، والكلمة موقف ..
(وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا) فكان من المفروض أن يدعو الناس بعمله قبل أن يدعوهم بلسانه ، لأن ذلك أعمق أساليب الدعوة ، (وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ) ليربطهم بالجانب الروحي حيث يتمثل حضور الإنسان الفكرى والشعوري والعبادي أمام الله عبر الصلاة ، وبالجانب المادي عبر المسؤولية المادية تجاه الآخرين من المحرومين ، في النطاق الذي ينفتح فيه الإنسان على الله ليعيش عبادة العطاء ، كما يعيش عبادة الصلاة. (وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) من خلال إيمانه الكبير وعمله الصالح ، وجهاده القوي بين يدي الله.
* * *
إدريس الصّدّيق
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) وهناك أكثر من قصة عن هذا النبي وعن قومه ، وعن تفاصيل الحوادث التي وقعت بينه وبينهم ، وعن المرحلة التاريخية التي كان فيها ، ونذكر أنها كانت بين الفترة التي عاش فيها