(غَيًّا) : الغي : الخسران.
(عَدْنٍ) : العدن : الإقامة.
(مَأْتِيًّا) : آتيا.
* * *
الجنة لعباد الله الصالحين
(أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ) وهم هؤلاء الذين تقدمت الإشارة إليهم ، مما قصه الله من أمرهم ، بالإجمال أو التفصيل ، وهم زكريا ، ويحيى ، ومريم ، وعيسى ، وإبراهيم ، وإسحاق ، ويعقوب ، وموسى ، وهارون ، وإسماعيل ، وإدريس ، الذين أنعم الله عليهم بالإيمان التوحيدي الخالص الذي ينفتح على الله بروحية العبد الطائع الذي أخلص لله في العقيدة وفي الطاعة ، وأعطى من فكره وعمله ، فلم يغضب الله لتمرده ولا لضلاله ، و (مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ) من البقية الصالحة من المؤمنين الخالصين الذين آمنوا بنوح النبي واتبعوه ، (وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ) الذين امتدت النبوة فيهم وتحولت إلى خط متحرك في الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله ، (وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا) من الذين هداهم الله بما أفاض عليهم من نور البصيرة ، وانفتاح العقل ، وصفاء الروح ، ومسئولية الحركة ، واستقامة الطريق ، ووضوح الهدف ، وتقوى الفكر والعمل.
وقد يكون المراد من كل هؤلاء ، هم النبيون الذين أنعم الله عليهم ، كما قد يفهم من قوله تعالى : (مِنَ النَّبِيِّينَ) حيث حددت المشار إليهم بالنبيين ، ولكننا عند ما نلاحظ ذكر اسم مريم ، وهي ليست من الأنبياء فقد نستوحي من ذلك أن المسألة أشمل من ذلك ، وتكون الإشارة إلى هؤلاء على أساس أنهم يمثلون النموذج الأكمل للمهتدين الذين أنعم الله عليهم بالإيمان