(مَدًّا) : المدّ : الإمهال.
* * *
حديث الكافرين .. وجد الهم الباطل ..
وهذا منطق جديد للكافرين في مواجهة المؤمنين ، للإيحاء لهم بأن الإيمان لا يحقق للمؤمنين أية إيجابيات على مستوى السعادة في الحياة الدنيا ، بينما يعيش الكافرون الحياة الرغيدة الحلوة التي تجعل لهم المواقع المتقدمة في حركة الحياة وقيادتها ، مما يعني أن المسألة لا تحتمل الجدل ما دامت التجربة الحية هي المقياس الصحيح لسلامة أيّ خط فكريّ وعمليّ في الحياة ، وذلك من خلال الفكرة التي تؤكد على أن الهدف الأساس من الاتجاهات التي يتبناها الإنسان هو تحقيق السعادة في الحياة ، والوصول إلى الدرجات العليا في تأكيد ذاته ووجوده المتحرك في الكون. وقد ينفعل الكثيرون بهذا المنطلق ، فيسقطون أمامه ، ويتحركون في تحديد هوية الانتماء الفكري والعملي ، ولكن للقرآن منطلقا آخر يهزم هذا المنطق بطريقة أخرى ، فلنتابع المسألة مع هذه الآيات.
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ) لتدفعهم إلى التفكير والتأمل والحوار ، ولتفتح قلوبهم على آيات الله في الكون ، لتقودهم إلى الإيمان بالله من موقع اليقين. ولكنهم لا يريدون أن يفتحوا عيونهم على عجائب خلق الله ، أو يحركوا عقولهم في أسرار قدرته ، أو يصغوا بأسماعهم إلى آياته المنزلة ، أو ينطلقوا مع المؤمنين في الحوار الجاد .. ، بل يريدون أن يعيشوا اللهو والعبث واللامبالاة ، ويستريحوا إلى رخاء الحياة من حولهم ، ويدفعوا المؤمنين إلى الاستغراق في مباهجها ولذاتها ... ، فإذا جاءتهم آيات الله (قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً) بما يمثله ذلك من سعة ، وراحة ، ورخاء ، وجاه ، ومال ، وبنين ، وصحة ، وعافية ، (وَأَحْسَنُ نَدِيًّا) بما يمثله ذلك من سكن ،