يمكنه من الامتداد في الضلال على أساس إرادته المنحرفة التي اختارت خط الضلالة في الوقت الذي كان باستطاعته الأخذ بأسباب الهدى المتوفرة لديه ، فقد أقام عليه الحجة ، وهداه إلى الاختيار الحر في أمره ، (حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ) مما ينتظرهم ، (إِمَّا الْعَذابَ) في الدنيا ، (وَإِمَّا السَّاعَةَ) في يوم القيامة ، (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً) في ما يقبلون عليه من مواقع العذاب في النار ، (وَأَضْعَفُ جُنْداً) في ما يجدونه من حولهم من جماعاتهم التي كانت على طريقتهم في الدنيا ، ممن لا يستطيعون نصرهم ولا نصر أنفسهم ، عند ما يواجهون الساعة الحاسمة من عذاب الآخرة. ولكن ، ما فائدة ذلك العلم بالنسبة إليهم ، طالما أن الوقت لا يسمح لهم بالتصحيح ولا بالتراجع؟!
* * *
الباقيات الصالحات
(وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً) في ما يتطلعون عليه من آيات الله ونعمه ورضوانه في الآخرة ، في جنان الخلد ، مما يفتح آفاقهم على عوالم جديدة لا عهد لهم بها من قبل ، فيزيدهم ذلك معرفة بالله ، واكتشافا لآفاق الهدى في الفكر والانتماء ، (وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ) من أعمالهم الخيرة التي عملوها في الدنيا ، فكتب الله لهم الأجر العظيم عليها في الآخرة ، (خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً) من كل ما حصلوا أو ما كانوا يرغبون الحصول عليه في الدنيا ، (وَخَيْرٌ مَرَدًّا) في ما يرجعون إليه من دار الخلود وهي الجنة. وهذا هو المقياس للسعادة في نتائج الأعمال في الدنيا ، الذي يجب أن يأخذ به الناس في ما يأخذونه وفي ما يدعونه من أمور الانتماء والعمل في الحياة الدنيا.
* * *
منطق الكافرين
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً) وهذا هو النموذج