ومشاعرهم ، فيتصورونهم في مواقع الآلهة ، ويتحولون في وعيهم إلى شركاء لله بدرجات متفاوتة.
وربما يفكر البعض من هؤلاء المتألّهين ، أنهم الأقرب إلى الله ، من خلال ذلك ، وهكذا هم يستطيعون التوسط إلى الله ، ليقرّبوهم إليه ، لأن عظمته تمنع الناس العاديين من أن يتصلوا به في مرحلة التصور ، لتتحول إلى فكرة التقديس في مرحلة العبادة.
إن القضية كل القضية ، هي أن الضعفاء الذين يعيشون المذلّة ، يبحثون في خيالات التخلّف عما يعطيهم شيئا من العزة ويمنحهم شيئا من القوة. ولكنهم سيكتشفون خطأ هذه الأفكار عند ما يواجهون هؤلاء الآلهة ، في يوم القيامة ، في الموقف العصيب أمام الله ، إذ سيتبرأ كل هؤلاء منهم بعد أن يحمّلوهم المسؤولية عن جميع أعمالهم ، لأنهم أضعف من أن يستطيعوا لهم شيئا.
* * *
آلهة الكفر يتبرءون من أوليائهم
(كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ) ويرفضونها لأنهم لا يرون في أنفسهم أيّ سرّ للألوهية ليكونوا جديرين بالعبادة من دون الله ، (وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) بتخلصهم من المسؤولية أمام الله. وربما احتمل بعضهم أن يكون المشركون هم الذين يكفرون بعبادتهم ويكونون ضد الآلهة ، ولكن الظاهر من السياق هو الاحتمال الأول ، لأن المشركين أرادوهم أن يكونوا لهم عزا فكانت خيبة أملهم أن تحولوا إلى ضد لهم. ولعل دراسة الآيات المتنوعة التي تعرضت لعلاقة المستضعفين بالمستكبرين والحواريين بالمشركين وأوليائهم ، توحي بأن الموقف المضاد هو موقف المستكبرين والشركاء للتخلّص من تبعة المسؤولية