التي يحمّلهم إياها المشركون والمستضعفون.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) الأز هو الهز ، وهو التحريك بشدة وإزعاج. والآية واردة على الأسلوب القرآني الذي ينسب الأمور كلها لله انطلاقا من علاقة الأشياء به من خلال قانون السببية التي أودعها في حركة الحياة والإنسان. كما نلاحظه في علاقة الشياطين بالكافرين ، في ما يزين لهم الشياطين من أفعال الضلال ، وعلاقات الباطل ، وأجواء الانحراف ، فيستسلمون لهم من موقع الاختيار السيّئ ، وينصاعون لمخططاتهم في الضلال والإضلال ، فتحدث النتائج بشكل طبيعي في ما يرتبط به السبب والمسبب. وهكذا لا يجد هؤلاء عونا من أوليائهم وشركائهم على ما يتعرضون له من شقاء وتعاسة.
* * *
(فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ)
(فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا) فإن لهم أجلا لا يعدونه ، وسيبلغون أجلهم الذي حدده الله لهم عند ما يتساقط الزمن من حياتهم يوما بعد يوما ، وشهرا بعد شهرا .. وسنة بعد سنة .. إلى آخر العمر. وسيقفون جميعا أمام الله ليحاسبهم على كل مواقفهم وأعمالهم ، فلن يفوت الله منهم أحد .. فلما ذا تستعجل الأمر؟ وإنما يجعل من يخاف الفوت ، فلا يضق صدرك ، بل استمرّ في رسالتك حتى يبلغ الله أمره.
(يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً) حيث يستدعيهم الله للوفادة إليه ليكرمهم ويدخلهم جنته ، وليسبغ عليهم من لطفه ورضوانه. وينطلقون إلى الله من حيث بدأوا السير إليه في الدنيا ليستنجزوه وعده لهم بالجنة التي وعد بها المتقين ، وليطلبوا منه الرحمة والرضوان ، كما يفعل الوافدون إلى أيّ شخص لحاجة ، أو لغير ذلك ..
* * *