مصير المجرمين
(وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً) لأنهم أجرموا في حق الله وفي حقّ عباده ، كما يساق العطاشى إلى ورد الماء. أما هم فسيردون الحميم الذي يغلي في بطونهم فيحرقها. (لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) لأن الشفاعة لله وحده ، فلا يملك أحد منها شيئا إلا بإذن الله ؛ ولن يأذن الله بها إلّا للذين آمنوا صدقوا بكتبه ورسله ... وذلك هو عهد الله بينه وبين عباده ، فإنه يغفر لهم إذا أذنبوا أو أخطئوا ويمنحهم شفاعته ، أو يكرم بالشفاعة بعض عباده المتقين الصالحين من الأنبياء والأولياء .. أما الكافرون بالله ، والمشركون به فإنهم لا يتعلقون من رحمة الله بشيء ، لأنهم قطعوا كل صلة به ، حتى صلة الاعتراف به والإخلاص له في العقيدة. فكيف يمكن أن يمنحهم شفاعته ورحمه ، وقد رفضوها بتمردهم وكفرهم؟
* * *
الأبوة تنافي ربوبية الخالق
(وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً) قولا لا يستند إلى قاعدة ، ولا يرتكز على حجّة ، بل هو التخيّل والتأويل ، بطريقة معقّدة ، قد لا يفهمها حتى قائلها ، أو بطريقة عامية ، يستهلكها العوامّ من الناس من دون وعي ، بل هي الكلمات التي تبحث عن المعاني في أذهان أصحابها ..
(لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا) منكرا فظيعا لا يبلغ فظاعته شيء ، لأنه يتصل بالعدوان الفكري على خالق العقل والكون والحياة ، (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ) ويتشققن من شدة الهول ، وخطورة الجريمة ، (وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ)