في أجواء السورة
أما أغراض هذه السورة ، فهي أغراض السور المكية التي تعمل على تحريك الجانب العقيدي بأسلوب التبشير والإنذار ، ومحاولة التأكيد عليه من خلال تقديم الأنبياء والأولياء بطريقة قصصية ، تبرز لنا الأفكار التي كانت تتحرك في ساحة الرسالة والأفكار المضادة التي كانت تواجه بها ، والأساليب التي كان يستخدمها الأنبياء في سبيل الإقناع ، إلى جانب الأساليب التي كان يستخدمها الكافرون في إثارة الغبار أمام رسل الله. وتطل من خلال ذلك كله على فكرة التوحيد والشرك في ساحة الصراع العقيدي ، لتطرح الخط العريض ثم تتحدث عن التفاصيل عبر نماذج الساحة عن الواقعية.
وهكذا تطوف السورة على كل فئات المجتمع على تنوع موقفها من الرسالة ، من الذين أفاض الله عليهم بنعمة الهدى والإيمان ، والمغضوب عليهم الذين ابتعدوا عن نعم الله ورحمته ، والتائبين الذين تراجعوا عن الضلال ، وساروا في طريق الهدى المفتوح على كل حق وخير وإيمان ، ثم تواجه الجميع بالنتائج الإيجابية والسلبية في مسألة الثواب والعقاب للتائبين وللغاوين. وهكذا تقدم السورة جوا متحركا يجمع بين الفكرة والواقع.