القرآن يؤكد أنه ليس كمثله شيء ، سبحانه وتعالى عما يصفون ، فإن ذلك يؤكد المعنى الكنائي الجديد ، في إرادته من اللفظ ، والله العالم.
* * *
الله المسيطر المطلق على الكون
(لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى) ولعل هذه الآية تفصّل امتداد هذه السلطة المطلقة وسعتها وعمقها ، فإذا كان الله يملك كل الموجودات الحية والجامدة في السماوات والأرض وفي ما بينهما ، وفي أعماق الثرى ، فإن ذلك يعني سيطرته المطلقة على ذلك كله ، ويفرض على الخلق الذين حمّلهم المسؤولية ، أن يعيشوا الخضوع لسيطرته فيطيعوه في ما أمرهم به ، وينتهوا عمّا نهاهم عنه.
(وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) وهكذا يتمثل حضور سلطته الإلهية المطلقة في كل موقع من مواقع وجود خلقه ، بحيث يشرف عليه إشرافا مباشرا من دون أن يغيب عنه شيء من أمورهم ، في ما يفعلون ويتكلمون ، فليس هناك شيء أقرب إليه من شيء ، لأن الأشياء تتساوى لديه في جميع شؤونها. وهذا ما يجعل مسألة الجهر بالقول أو الإسرار به ، واحدة في علمه لأنه يعلم السر وأخفى ويسمع وساوس الصدور ، ولا يفوته شيء من كلام عباده مهما كان خفيا في مواقع السر العميقة الهامسة.
(اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فهو وحده الإله الذي يملك الأمر كله ، فلا أمر في حركة الوجود إلا أمره. وهو الذي يملك الكون كله ، فليس هناك أحد إلّا هو مملوك ومربوب ومخلوق له .. وتلك هي النتيجة الطبيعية