والقلب عند ما ينبض ، والإحساس عند ما يرتبط بما حوله ، حتى ذلك كان في نطاق نظام الهداية الذي أعده الله في تكوين الإنسان بطريقة واعية تتغذى بعفوية الحياة في الجسم ، وحركة الإرادة في العقل والشعور.
(وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ) في ما أعدّه لي من مواقع الطعام والشراب في الأرض التي أعيش عليها مما يتفجر منها من الماء ، أو يهطل عليها ، أو ينبت فيها من النبات أو يتحرك فيها من الحيوان ، وما هيّأه من وسائل اكتشافها وتحريكها وترتيبها بالأسلوب الذي يحس فيه الإنسان بأن الله هو الذي يطعمه ويسقيه .. بشكل غير مباشر.
(وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) فهو الذي يلهم الطبيب الذي يكتشف نوع المرض ، ونوع الدواء ، أو يلهم المريض كيف يتصرف بطريقة وبأخرى ليكتشف العلاج بنفسه من حيث يدري ولا يدري ، أو يحرّك الصحة في جسده بطريقة غير عادية. وفي هذا لفتة إيحائية إلى العمق الروحي الذي يختزنه المؤمن في روحه بأن الله هو الذي يشفي المريض ، وأن الأطباء والأدوية ونحوها هي من الأدوات العادية أو غير العادية التي تتحرك بأمر من الله ، من ناحية تكوينية أو من ناحية إعجازية ، فهو الذي يقصد بالرغبة ، ويبتهل إليه بالدعاء من أجل ذلك كله.
(وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ) فإن الذي بيده سرّ الحياة في البداية ، يملك سرّ الموت في النهاية ، ثم يملك القدرة على إعادة الحياة في الجسد من قلب الموت من أجل بعث جديد وحياة جديدة.
(وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) فهو الرحيم الغفار الذي لا ييأس عباده من رحمته ومغفرته إذا أخطئوا معه بالمعصية ، بل هم يأملون بأنه سيغفر لهم خطاياهم فلا يؤاخذهم بها يوم القيامة لأن رحمته سبقت غضبه ، ولأنه يتقبل عباده التائبين إذا رجعوا إليه ، وأخلصوا التوبة له.