المسلم ، لأنها تختزن الإسلام الحياتي الذي يتحرك من قاعدته في الداخل إلى ساحته الواسعة في الخارج.
* * *
الهدف من الخطاب بالتقوى للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وإذا كان الخطاب بالتقوى للنبي ، وهو في قمّة الممارسة العملية للتقوى في تلك المرحلة من نزول الآية ، فإن الهدف من ذلك يتحقق في خطين :
الخط الأول : تقديم النموذج الأعلى للتقوى ، من خلال شخصية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم التي وصلت في هذا الموقع إلى الدرجة العليا التي لا يقترب منها أحد ، ليتطلع الناس إليها في دائرة الواقع ، فيهتدوا بها ويقتدوها في حركتهم نحو الله.
الخط الثاني : الإيحاء للأمة بأن الخطوط العامة في الإسلام ، في ما شرّعه الله وأراده ، ليست مقصورة على الناس المسلمين في مخاطبتهم بالسير عليها ، بل هي شاملة للنبي قبل أن تشملهم ، لأنه المسلم الأوّل في حركة الإيمان وخط العمل ، ولهذا كان الأسلوب القرآني ينطلق في مخاطبة الأمة من خلال توجيه الخطاب للنبي للإيحاء بأن القمة والقاعدة سواء في الالتزام بخط المسؤولية العامة في الإسلام ، (وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ) وهذا هو الخط الثاني الذي يعالج الواقع الذي يحيط بالنبي ، أو بالداعية ، أو بالمسلم بشكل عام. فقد يعيش مشكلة ضغط القوى الكافرة في ساحته ، أو فيما حوله من الساحات الضاغطة على ساحته ، وقد يواجه مشاكل القوى المنافقة التي تعيش في داخل المجتمع فتربك الواقع من حوله.