وقد يطرح عليه هؤلاء أو هؤلاء بعض المشاريع التوفيقية التي قد تدعوه إلى تقديم بعض التنازلات لحساب خطهم العقيدي أو العملي ، في مقابل أن يحصل على بعض الامتيازات لديهم ، في ما يمنحونه من حرية الحركة في بعض المواقع ، أو في ما يتنازلون له عن بعض المواقف ، تماما كما نلاحظه في بعض الأساليب التي يتخذها الكافرون والمنافقون في دعوتهم المسلمين إلى الاكتفاء بالجانب العقيدي والعبادي من إسلامهم ، والانتماء إلى العقائد الأخرى في الجانب السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي ، أو تأييد شخصية كافرة أو منحرفة أو ظالمة ، تحت تأثير بعض الخطوط السياسية التي قد تفرضها الظروف المحيطة بالواقع ، أو غير ذلك من الأمور التي تدفع بالإسلام في حياة المسلم ، إلى زاوية ضيّقة تحدّد فيها كل مواقعه وتطلعاته ، لتكون الساحات الكبرى في حياته لغير الإسلام ، لينسحب المسلم تدريجيا من الإسلام عند ما يعيش داخل أجواء الآخرين الذين يخططون لذلك من خلال وسائل الترغيب والترهيب.
ولهذا كان الرفض الإسلامي حاسما في هذا المجال ، في الامتناع عن طاعة الكافرين والمنافقين في كل مخططاتهم ، لتأكيد الفواصل الفكرية والعملية فيما بين المسلمين وبينهم ، وتوجيه المسلمين إلى السير في الخط المستقيم الذي لا مجال فيه إلا لطاعة الله وحده.
* * *
التحرك في الشعار من موقع الإسلام
وإذا كان البعض يتحدث عن موافقة الإسلام لبعض الاتجاهات الأخرى في هذا الموقع أو ذاك ، فإن هذا لا يعني إطاعة الكافرين والمنافقين الذين