يمثلونها ، لأن معنى ذلك ، هو أن الموقف إسلاميّ يتفق الآخرون فيه مع الإسلام ، فتكون الطاعة فيه لله ، والالتزام به من موقع الإسلام ، لا من موقع الآخرين. وهذه النقطة جديرة بالوعي والاهتمام ، وهي أننا إذا اتفقنا ـ كمسلمين ـ في أيّ شعار أو خطّ سياسيّ أو فكري مع الآخرين ، فإن علينا أن نتحرك في الشعار أو الخط ، من مواقعنا الإسلامية لا من مواقع الآخرين ، وذلك بتأكيد الصفة الإسلامية في الحركة ، والإيحاء بالملامح التي تميز العنوان الإسلامي عن عناوينهم اللاإسلامية ، لئلا تضيع المسألة في أجواء الوفاق.
(إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً) فقد خطط لك الطريق من موقع علمه وحكمته في ما يصلح جمهور الناس كلهم والحياة كلها.
* * *
اتباع وحي الله والتوكل عليه
(وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) وهذا هو الخط الثالث الذي يمثل خط السير المستقيم الذي يؤكد البداية والنهاية وما بينهما ، فللمسلم فكره الذي أوحى به الله ، وشريعته التي جاء بها الرسول ، ومنهجه الذي تحدث به القرآن ، مما يتضمنه عنوان الإسلام في مضمونه العقيدي والحركي ، فليس للمسلم أن ينحرف أو يبتعد عنه ، بل لا بد له من أن يلتزمه بكل دقائقه وتفاصيله ، لأن ذلك هو المعنى الدقيق للشخصية الإسلامية في ملامحها الواقعية.
وذلك هو الذي ينبغي له أن يستشعره في داخل وعيه الإسلامي من خلال الإيمان بما أكدته الآية من اطلاع الله على كل ما يعمله الإنسان المسلم في كل حياته السرية والعلنية.