(اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)
(حم) من الحروف المقطعة التي تقدم الحديث عنها. (تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) فهو ليس تأليف بشر ، كما يدّعي المشركون عند ما ينسبون القرآن إلى رسول الله ، بل هو تنزيل الله الذي اتصف بالعزّة في ما توحي كلمة العزة من قوّة تدحض وسائل التهويل والتنكيل والعناد والجحود التي يستعملونها لإضعاف موقف النبيّ والمسلمين معه ، ليتراجعوا عن الرسالة ويتخذوا موقع المغلوبين أمام الغالبين .. ففي كلمة العزة إيحاء بأن الله أنزل هذا الكتاب من موقع عزته التي لا تغلب ، كما أنزله من موقع علمه الذي أحاط بكل شيء من مصالح العباد ، وما يبني حياتهم على أساس الخير والقوّة والرشاد ، فكانت آيات الكتاب قاعدة للحق الذي يريدهم أن يتبعوه وينهجوا نهجه ، ليأتمروا بأوامره وينتهوا عن نواهيه ، كي يصلوا إلى الشاطئ الأمين في الدنيا والآخرة.
* * *
صورة الله في وعي المؤمن
(غافِرِ الذَّنْبِ) الذي يطلّ على حركة عباده في مواقع أمره ونهيه من خلال مغفرته التي تطّلع على نفوسهم ، فإذا وجدت فيها شيئا من الخير التقت به في تطلعاته المبتهلة إلى الله بالتوبة ، وتطّلع على ظروفهم ، فإذا وجدت فيها بعض العذر في ما يضغط على أفكارهم وعواطفهم وحياتهم مما يقودها إلى الانحراف من دون عمد ، قدّرت لهم المغفرة ليتحركوا من خلالها ـ من جديد ـ في خط الاستقامة.
(وَقابِلِ التَّوْبِ) الذي يقبل التوبة عن عباده ويحب التوابين الذين تدل توبتهم على صدق إخلاصهم ، وعمق إيمانهم ، وطهارة مشاعرهم ، ووعيهم