يتعبدهم بالتعامل مع يوم آخر بطريقة أخرى ، ليست بهذه المثابة من الاهتمام ..
وقد جاءت أحاديث كثيرة في رفض التطيّر والتشاؤم ، توحي بأن الذي يتمرد عليها قد يحصل على خلاف ما يخافه الناس منها ، جزاء له على رفضه لهذا المنطق الشائع وربّما كان أبلغ دليل على بطلان ذلك هذه الأيام الباردة الشديدة البرد أو ما يشابه ذلك.
(لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) حيث يحيط بهم العار من جميع جوانبهم حتى يموتوا في وحوله وقذارته ، (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى) من عذاب الدنيا ، لأنه يمثل المصير الأسود القاسي الذي ينتهي إليه الإنسان المستكبر ، (وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ) لأن الأمر يوم القيامة لله فلا أمر مع أمره.
* * *
(أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى)
(وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى) فعاشوا في أعماق الظلمة الروحية التي أغلقت نوافذ عقولهم عن النور المنطلق من وحي الرسالة ومن نداء الرسول فلم يستجيبوا لنداء التغيير الفكري الذي يجدّد حياتهم التي اعتادوها في أوضاعهم وعلاقاتهم .. وهكذا أرادوا البقاء على عمى الشرك الذي يتخبطون في أوحاله ، في ما ارتاحوا إليه من طقوس العبادة ، وشؤون الحياة ، وطبيعة العلاقات ، وتركوا لأجله الهدى الذي يدلهم على الله ويعرّفهم حقيقة توحيده ، وروحية عبادته ، وتمردوا على الرسالة وسخروا من الرسول ، وهددوه وتوعدوه.
(فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ) فأنزل الله عليهم العذاب وأخذهم