(مَثْوىً) : مقام.
(يَسْتَعْتِبُوا) : يطلبوا الرضى ويعتذروا.
(وَقَيَّضْنا) : هيأنا.
* * *
جمع أعداء الله في المحشر
(وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللهِ) من الكافرين المكذبين للرسل فيجمعون في المحشر حيث يدفع بهم (إِلَى النَّارِ) التي استحقوا عذابها بكفرهم وتمرّدهم على الله ، (فَهُمْ يُوزَعُونَ) أي يمنعون ، (حَتَّى إِذا ما جاؤُها) ووقفوا عندها أو قريبا منها ليسمعوا الحكم الحاسم الذي ينطلق من الحجة القاطعة على جرائمهم ومعاصيهم ، (شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ) من كلامهم بالكفر ، أو ما سمعوه من آيات الله فأعرضوا عنه ، (وَأَبْصارُهُمْ) في ما يراه البصر من أفعال صاحبه أو في ما رآه من الدلائل على وجود الله وتوحيده ، فلم ينفتح عقله لذلك في ما يدعو إليه من الهدى والرشاد ، (وَجُلُودُهُمْ) في ما استمتعت به من المحرمات.
(وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا) وقيل : إنما خصوصا بالسؤال دون سمعهم وأبصارهم مع اشتراكها في الشهادة ، لأن الجلود شهدت على ما كانت هي بنفسها أسبابا ، وآلات مباشرة له بخلاف السمع والأبصار ، فإنها كسائر الشهداء تشهد بما ارتكبه غيرها. وهكذا كانت المرارة تأكل أحاسيسهم ، فكيف تشهد عليهم جلودهم بما عملوه ، وما الذي أنطقها بهذه الطريقة العجيبة ، وقد كانت في الدنيا لا تملك نطقا؟ ثم كيف تعترف بما فعلته ، وهو أمر يعرّضها للعذاب؟
* * *