الجلود ترد على الكافرين
(قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) فهل سألتم أنفسكم كيف نطق اللسان؟ وما الفرق بينه وبين أي عضو آخر في إزاء قدرة الله .. فهو خالق أجهزة النطق كما هو خالق أجهزة الحياة كلها. (وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) ولم تكونوا شيئا مذكورا بل كنتم في قبضة العدم ، (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) فهو القادر على أن يبعث فيكم الحياة من جديد ليحاسبكم على كل ما صنعتموه في حياتكم.
(وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ) لأنكم كنتم غافلين عنها وعن رقابتها عليكم في كل حركاتكم وسكناتكم ، وفي كل أقوالكم وأفعالكم.
(وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ) ولهذا كنتم مستهترين بما تقومون به من الجرائم والجرائر من دون إحساس بالمسؤولية ، لأنكم لا تعون الإحاطة الإلهية بكل شيء.
(وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ) فلم تنتبهوا إلى حالة اللاواقعية واللّاوعي التي تبعدكم عن الإحساس بالواقع من كل جهاته ، الأمر الذي جعلكم تنحرفون عن الخط المستقيم ، (فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ) الذين خسروا المصير في وجودهم ولم يبق لديهم أيّ شيء مما يربحونه من قليل أو كثير.
* * *
لا توبة اليوم
(فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) وذلك بأن يستمروا في الإصرار على العناد والاستكبار ، فيمنعهم ذلك من الاعتذار والاسترضاء لله في ما يتوسلون به إليه لتخليصهم من العذاب ، فإنهم يستمرون في النار.