الله يتهدّد اللاغين
(فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً) لأن ذلك هو الردّ على تعقيد الموقف الذي يريدون تحريكه ضد الرسالة والرسول ، بهدف مقابلة التحدي الذي يثيره أمامهم بالتحدي. (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) من السير على خط الكفر ، ومن اضطهاد الرسول والذين اتبعوه ، (بِما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ).
(ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللهِ النَّارُ) فهي النهاية التي ينتهون إليها ، جراء البداية التي بدأوا بها في خط الكفر بالله وبرسوله وبرسالته ، (لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ) التي تحيط بهم ، ولا يملكون خلاصا منها ، لأن الخلود فيها هو الزمن الذي لا انقطاع فيه ، بما كانوا بآياتنا يجحدون.
* * *
(رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا)
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) وهم يواجهون هذا العذاب الشديد في النار ، ويسترجعون في ذاكرتهم أنّ هذا المصير الذي يواجهونه اليوم جاء نتيجة اتّباعهم لبعض الأشخاص ، وخضوعهم لهم ، ووقوعهم تحت تأثير ما يملكونه من قوة ويطلبون من الله أن يريهم هؤلاء الذين قد يكونون من الجن أو الإنس ليثأروا منهم ، ويواجهونهم بالأسلوب الذي يستحقونه : (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) وأدّيا بنا إلى هذا المصير الأسود (نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا) فهذا هو الجزاء الطبيعي ، الذي يستحقانه ، (لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ) الأذلّين جزاء حالة الاستعلاء والاستكبار التي كانا يمارسانها في الدنيا ، ضدّنا وضدّ كل المستضعفين الذين كان إحساسهم بالضعف أمام المستكبرين الكافرين يجرهم إلى التأثر بهم.
* * *