(نَزْغٌ) : النخس بما يدعو إلى الفساد.
* * *
الاستقامة في خط التوحيد والدعوة
(إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) هذا هو الإسلام في كلمة مختصرة تحدد المنطلق والأفق وخط السير ، فالتوحيد هو المنطلق الذي يصل الإنسان بآفاق الله الذي ابتدأ الوجود بكلمته ، وعاش كل حركته وامتداده بحكمته ونعمته ، وأوحى للإنسان بالرسالة المنفتحة على الحياة كلها برحمته .. وفتح لفكره وروحه وشعوره مطالع الشروق ، في إيحاءات الحق بعلمه ومعرفته ، ورعاه في كل مواقع الحركة في داخل وعيه ، وخارج ذاته ، بلطفه وقوّته ..
وهكذا تنطلق بداية خط السير من الله لتطل على الأفق الواسع الممتد الذي يشمل الحياة كلها ، بكل قضاياها ومشاكلها ووسائلها وأهدافها ، وأفراحها وأحزانها وخطوطها المتحركة في أكثر من اتجاه ، ليكون الله هو النور الذي يشرق في كل فكرة ، وفي كل عاطفة ، وفي كل منهج ، وفي كل علاقة وخطّة ، ويكون الإنسان على نور من ربّه في كل مرحلة من مراحل الطريق.
وهكذا كان الاعتراف بالله وبوحدانيته هو الذي يحدد للإنسان وجهة السير ، ثم تكون استقامته على الخط ذاك بحيث لا ينحرف ذات اليمين وذات الشمال ، ولا يلتفت إلى أيّ شخص مهما كانت عظمته وقدرته ، ولا ينتمي إلى أيّ تيار مهما كانت إغراءاته ، على مستوى الشريعة والسياسة والاقتصاد ، والعلاقات الشخصية ، فلا شريعة له إلا شريعة الله ، ولا سياسة له إلا السياسة التي تنسجم مع العناوين التي يرضاها الله ، ولا اقتصاد إلا في حدود الحلال والحرام ، ولا علاقات شخصية بالآخرين إلا إذا كانت في طريق الله ، بحيث