يكون ارتباطه بالناس من خلال الله ، وهكذا لا يجد الإنسان غير الله في كل أموره ..
إنه خط التوحيد ، والاستقامة في اتجاهه ، التي تختصر الرسالة في كل تفاصيلها المتعلقة بالحياة والناس ، باعتبار أن تلك التفاصيل هي المضمون العمليّ الذي يجسد التوحيد الخالص.
* * *
ملائكة الرحمن تتولى الموحّدين المستقيمين
.. إن هؤلاء الذين يعيشون الالتزام بهذا العمق ، وهذه الاستقامة (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ) عند ما يواجهون موقف يوم القيامة (أَلَّا تَخافُوا) من أهوال الحشر ومن سوء العذاب ، (وَلا تَحْزَنُوا) من النتائج السلبية التي قد يلاقيها العباد في هذا اليوم الصعب وما قد يصيبهم من آلام ومشاكل ، لأنكم في منجى من ذلك كله ، (وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) فها هي الجنة الموعودة أمامكم بكل نعيمها وسعادتها ولذاتها ومشتهياتها ، وبكل ما تحتويه من ألطاف الله ورضوانه الذي يشيع في الروح الطمأنينة والاستقرار.
(نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ) فقد أرادنا الله أن نتولّى أمركم في الحياة الدنيا ونرعاكم ونسدّد خطواتكم في طريق الحق ، في ما وضعه في أيدينا من أسباب على ذلك ، كما أرادنا الله أن نستقبلكم في الآخرة ، بالولاية والرعاية التي تستجيب لكل حاجة أو رغبة لديكم فلن ينقص عليكم شيء مما تريدون وتحبون ، فنحن على استعداد لتلبية رغباتكم فادخلوا الجنة بسلام الروح ، واطمئنان النفس.
(وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ) ما تشتهيه من اللذات والمتع الحسية ،