(يَأْتِيهِ الْباطِلُ) : إتيان الباطل : وروده فيه.
(ءَ أَعْجَمِيٌ) : العجمة : خلاف الإبانة ، والعجم : خلاف العرب ، والأعجمي: غير العربي.
* * *
الملحدون المبطلون
(إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا) فيميلون إلى الباطل ، ويحرّفون الكلم عن مواضعه وينكرون دلالات الآيات التكوينية وما توحي به من وحدانية الله ، ويرفضون الوحي النازل من الله في تفاصيل آياته ، من دون حجة أو برهان ، نتيجة الاستكبار الذي يدفعهم إلى جحود الحق ، والعصبية التي تدفعهم إلى مقاومته (لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا) فهم مكشوفون لنا بكل أفعالهم وأقوالهم ، في ما يكفرون وفي ما يشركون ، وسنعاملهم في الآخرة بما يتناسب مع أعمالهم في الدنيا ، فهم عند ما خيّروا في الدنيا بين الجنة والنار ، اختاروا النار على الجنة ، استجابة لمنطق الواقع الذي كانوا خاضعين له ، ولم ينتبهوا إلى السرّ الكامن في مسألة الاختيار.
(أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ) بسبب كفره ، فيعيش الخوف والعذاب والذل ، (خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ) لأنه آمن بالله وعمل صالحا فاستطاع أن يحصل على أسباب الأمن الذي جعله الله للمؤمنين ، وذلك هو الخيار الذي يلزم الناس كلّهم باتخاذه أمام كلمة الله ، ليعرفوا موقع التفاضل الذي يؤدي بهم إلى النهاية المحتومة.
(اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) من السيّئات ، فلن تعجزوا الله في شيء ، ولن يخفى على الله منكم شيء ، (إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فهو الذي يحيط بكم من بين