ما يستحقونه من ثواب ، ويعاملهم بما يستحقونه من عقاب بعد إقامته الحجة عليهم ، وتوجيه الإنذار الحاسم إليهم.
* * *
الله العالم المدبّر
(إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ) فهو الذي يعرف وقتها ، لا يعرفها غيره ، إلا في دائرة ما يمنحه لبعض عباده من علم (وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها) في ما تتفتح فيه الأكمام عن الثمار (وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ) من حمل (إِلَّا بِعِلْمِهِ) فهو الذي خلق ذلك كله ، وهو الذي يعرف كل خصوصياته وجزئياته ، ولا يعلم ذلك غيره إلا من خلاله ، وذلك دليل على وحدانيته في تدبير الكون كله ، والإحاطة بكل أموره.
(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي) الذين كنتم تزعمون أنهم في مواقع الألوهية ، وفي مراكز العبادة؟ (قالُوا آذَنَّاكَ) أي أعلنّا موقف الحق الذي نلتزمه أمامك في وضوح : (ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ) يشهد بأن لك شركاء ، لأن التدبير لك وحدك لا شريك لك. (وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ) من أولئك الذين عبدوهم من دون الله ، وأطاعوهم في معصية الله ، فلم يجدوا لهم موقعا ، ولم يلمحوا لديهم أيّة قوّة ، (وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) أي ترجح لديهم ، أو تيقنوا ـ إذا فسرنا الظن بمعنى اليقين ، كما قيل ـ أنهم لا يجدون مجالا للفرار من العذاب ، وهو الجزاء العادل لما قدّموه من سيئات.
* * *
الاستغراق في النعم ونسيان الله
(لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ) بل يظل مستمرّا في طلب الخير وتحمّل