أسرار اللغة ، لتنفتح على كل أسرار الشريعة والمنهج والخطوط الفكرية في الإسلام وليعطوا الإسلام من جهدهم في الحاضر والمستقبل ، كما أعطوه في الماضي ، وليكون العنصر الأساس في شخصيتهم الإنسانية. ليمتدوا به إلى العالم بدلا من أن يحبسوه في دائرتهم الخاصة أو يهربوا منه إلى دائرة أخرى لا يشكل الإسلام عنصرا أصيلا فيها.
(وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ) فتعرّفهم يوم القيامة ، وتحدثهم عن النتائج الحاسمة التي تتوزع بين النتائج الإيجابية والسلبية التي تشكل ثمرة أعمال الناس : (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ) وهم المؤمنون المتقون الذين أخلصوا لله الإيمان والطاعة ، (وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) وهم الكافرون المتمردون الذين أنكروا الله ، أو أنكروا توحيده ، أو تمردوا على طاعته وكذبوا رسله.
* * *
(لَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً)
(وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً) وذلك بأن يجعل الهداية جزءا من التكوين الذاتي لشخصيتهم ، فيبدعها فيهم كما أبدع أعضاءهم ، وهو القادر على ذلك ، ولكن الله أراد لهم أن يتحركوا في خط الهداية من موقع الاختيار الذي تشكله القناعة ويؤكده الالتزام ، ليكون مصيرهم محكوما للإرادة والاختيار في الالتزام بالنهج الذي يحدّد نوعيته في الآخرة ، (وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ) وهم الذين اختاروا ولاية الله وارتبطوا به ورجعوا إليه عبر الإيمان به ، فأعطاهم الله ولايته التي ينصرهم من خلالها ، وينشر عليهم ظلال رحمته ، ويرعاهم بعين لطفه وعنايته.
(وَالظَّالِمُونَ) الذين ظلموا أنفسهم بالكفر أو الشرك ، أو التمرد على الله ومحاربة رسله ورسالته ، (ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) لأن الذين جعلوهم أولياء