فرديّة نتائج المصير
(لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ) وتلك هي ساحة المسؤولية التي لا يطغى فيها موقع على موقع ، ولا يتحمل فيها شخص عن شخص آخر أيّ شيء ، فلكل واحد عمله الذي يسأل عنه .. لذلك فإن مسألة الدعوة ، هي أنّ نتائج المصير ، ستكون فرديّة بما يتناسب مع التزام خط المسؤولية في حياة هذا الشخص أو ذاك ، فإذا كان عمله صالحا فلا بد من أن ينتهي إلى رضوان الله وإلى الجنة ، وإذا كان سيّئا فلا بد من أن ينتهي إلى سخط الله وإلى النار ، دون أن يكون لأيّ شخص قريب دخل في ما يحصل له أو يصيبه.
(لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ) الظاهر أن المراد بهذه العبارة أنكم لستم مسئولين أمامنا عن تقديم الحجة على ما قمتم به أو انتميتم إليه من فكر ، ولسنا مسئولين أمامكم لنقدم الحجة على موقفنا وانتمائنا ، لأننا جميعا ، مسئولون أمام الله فهو الذي يجب أن نقدّم الحجة إليه.
وقيل إن المراد به «نفي الحجة ، كناية عن نفي لازمها وهو الخصومة ، أي لا خصومة بيننا بتفاوت الدرجات ، لأن ربنا واحد ، ونحن ـ في أننا جميعا ـ عباده واحد ولكل نفس ما عملت فلا حجة في البين أي لا خصومة حتى تتخذ لها حجة» (١).
وذكر بعضهم ، أن المعنى ، لا احتجاج ولا خصومة لأن الحق قد ظهر فلم يبق للاحتجاج حاجة ، ولا للمخالفة عمل سوى المكابرة والعناد. ولعل هذا الوجه أقرب من سابقه ، بالرغم من إشكال صاحب الميزان عليه ، بأن «الكلام مسوق لبيان ما أمر به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في نفسه وفي أمته من سنة التسوية لا لإثبات شيء من أصول المعارف حتى تحمل الحجة على ما حملها
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج : ١٨ ، ص : ٣٤.