على غيره يحتاج من أصحابه إلى ما يفسره ، فكيف يدافع أصحاب هذا الموقف عن موقفهم ومن هم هؤلاء الذين يعتمدون عليهم؟ وما يملكون من قوّة الربوبية ، ومن سرّ الألوهية ، ليشرّعوا لهم بعيدا عن الله ، ومن أين جاءتهم هذه الميزة العظيمة؟ أم أن القضية عبارة عن وهم كبير ، خضعوا له في تصوراتهم المعقّدة التي لا تنطلق من حقيقة المعرفة والفكر النيّر؟؟!
* * *
باطل ما شرعه لهم شركاؤهم
(أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ) لينطلقوا في السير عليه والتماس نتائجه في قضية مصيرهم ، من خلال ما يملكه هؤلاء من مواقع القوّة في دائرة الألوهية ، كشركاء لله في ذلك ، ومن أين جاءت هذه الشراكة؟ وما هي قاعدة القوّة التي يرتكزون عليها؟ وهل هناك إلا الباطل الذي لا يرتكز على أيّ أساس؟ وكيف يتحركون في مواقع هذا الدين الذي شرّعه من لا يملكون حق التشريع .. لأن الله هو مالك حق التشريع وحده ، كما هو المالك لهم جميعا فلا بد من أن يأذن لعباده ، في كل ما يريدون أن يفعلوه ، أو يتركوه ، أو يتبنوه منهجا عمليّا في الحياة؟
* * *
العذاب للظالمين
(وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ) التي سبقت من الله في ما قدّره لهم من الآجال المحدودة ، وفي ما أخّرهم إليه من الموقف الحاسم ، (لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) بالحق ، عبر ما يصدره عليهم من أحكام وما ينفذه فيهم من عذاب دنيوي قبل الأخروي ، ولكنهم لا يعجزون الله ولا يفوتونه ..
(وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) توعّد الله به الظالمين الذين ظلموا