الله الغفور الشكور
(وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) أي من يكتسب حسنة ، بإتيان ما أمر الله به من الأعمال الصالحة ، التي أوجبها ، أو استحبها في شريعته ، فإن الله يضاعف له إيجابياتها بمضاعفة أجرها وزيادة إيجابياتها ، ومحو ما فيها من سلبيات ، وإتمام ما يمكن أن تشمل عليه من نقائص. إن الله غفور يمحو السيئات ويغفر الذنوب ، شكور يظهر محاسن العمل ويزيدها.
وربما خص البعض الحسنة بالمودة للقربى بالاستناد إلى بعض الروايات ، ولكن الظاهر أن ذلك ـ لو تم ـ من قبيل المصاديق لا من قبيل المفهوم ، وقد تعارف في الروايات التفسير على نحو الجري والتطبيق ؛ والله العالم.
* * *
الله العليم بذات الصدور
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) في ما يتقوّلونه عليك من الكلمات التي يريدون بها إثارة الدخان حول رسالتك والتشكيك بها ، وتشوية شخصيتك .. ولكنهم إذا كانوا يؤمنون بالله الذي يستلزم الإيمان بقدرته ، فلا بد من أن يفكروا بأن الله قادر على أن يطبع على قلب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ويمنعه من وعي القرآن وحفظه وتبليغه للناس إذا كان مكذوبا ، (فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ) ويحول بينك وبين الامتداد في الكذب ، ولكن الله شاء أن يوحي إليك ويفتح قلبك للحق النازل بكلماته ، (وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ) المتمثل بمفاهيم الكفر والشرك والضلال (وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ) من خلال مفاهيم الإيمان والتوحيد والرسالة واليوم الآخر ، ويثبّتها في وعي الناس لتكون برنامجا للفكر والحياة اللذين يريد الله لهما أن ينطلقا من الحق ، ويتحركا في خطّه بالانفتاح على الله ، في ما يوحي به إلى أنبيائه من آيات ، (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) فهو المطلع على قلوب عباده ، وما تحس وتفكر به ، فكل شيء مكشوف لديه ولا يوجد سرّ يمكن أن يخفى عنه.
* * *