وقد لا يكون من الضروري أن تأتي المصائب نتيجة المعاصي التي يجترحها الإنسان دائما ، بل قد تأتي نتيجة بعض الأوضاع المعقدة ، التي ينعكس تأثيرها على الواقع كله ، حتى على الذين لا دخل لهم بتلك التعقيدات ولكنهم يشكلون جزءا في الأجواء العامة مما يجعل تأثّرهم بها أمرا طبيعيا.
وقد يحصر البعض المصائب هنا في الدائرة الفردية ليكون الخطاب لكل فرد من البلاء الذي يصيبه من خلال عمله ، ولكننا نجد أنّ الأمر يتصل بالظاهرة العامة ، كما يتصل بالظاهرة الفردية.
* * *
لا قدرة فوق قدرة الله
(وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) مما قد يستوجب العقوبة ، أو يؤدي إلى البلاء ، أو يحقق بعض النتائج السلبية ، ولكن الله يرفعه بلطفه ورحمته وقدرته التي يغيّر بها الواقع من حال إلى حال .. وقد تكون بعض الأعمال الروحية والعبادية ، أو الأدعية التي يبتهل فيها المؤمنون إلى الله سببا في العفو عن بعض الأعمال ، ورفع ما تقتضيها من البلاء.
(وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) لأنكم لا تملكون قدرة إلّا وقدرة الله فوقها ، بل هي مستمدة منها ، فأنتم في قضاء الله وقدره تتحركون ، وفي مواقع ملكه تعيشون فإلى أين تهربون منه؟ وما الذي تملكونه من وسائل المواجهة والأرض كلها ملك الله ، وفي قبضته ، وأنتم ملك الله وخلقه وعباده.
(وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) لأن الله وحده هو وليّ الكون كله ، والمخلوقات كلها. فمن أين تأتون بوليّ غيره لتواجهوا به الله ، وكل ولاية مستمدّة من ولايته ، ومن الذي ينصركم من الله ولا أحد في الأرض إلا