وهو محتاج إلى نصرة الله له لتستمر به الحياة.
* * *
(الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ) .. آية إلهية
(وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ) وهي السفن الجارية في البحار التي تبدو للناظر من بعيد كالجبال ، أو التي تبلغ في ضخامتها حجم الجبال ، وهي آية من آيات الله لما تتمتع به من كثافة وعمق وسعة تمكنها من حمل السفن الكبيرة ، إلى جانب الريح التي تدفع السفن وتمنحها الحركة المتنوعة وتثير التفكير في قدرته على تجميع كل هذه العناصر والظروف التي تسهّل حركة الإنسان وتهديه إلى الوسائل التي تعينه على الوصول إلى أهدافه.
(إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ) ويتجمدن في مكانهن من دون حراك ، لأن الريح هي سبب حركة السفن.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) وهما الصفتان الأساسيتان في شخصية المؤمن اللتان تؤثران على حركته الفكرية والعملية لجهة انفتاحه على الحياة من خلال الله ، ووعيه كل ظواهرها الدالة على عظمته وقدرته. فإن الصابر قادر على مواجهة القضايا الفكرية التي تحتاج إلى التأمّل الطويل ، والجهد الكبير على ملاحقة المفردات الفكرية التي تصل به إلى النتائج الحاسمة ، كما هو قادر على مواجهة الواقع القاسي المحمّل بالمشاكل التي تتحدى أوضاعه وقضاياه ، وعلى الثبات أمام ذلك وعلى تحمل الحرمان الذي يلحقه جراء ذلك ، فهو يصبر على شروط المعرفة حتى يصل إليها ، ويصبر على البلاء حتى يتجاوزه بسلام ..
كما أن الشاكر ينفتح على ما حوله من نعم تمدّه بقوة الحياة ونضارتها ،