في أجواء السورة وتسميتها
في هذه السورة جولة في تاريخ الكفر الذي يتحرك من خلال بعض العقائد الكافرة والضالة التي يواجه الناس فيها الفكر الديني الذي جاء به الأنبياء من عند الله ، من دون أن يكون لهم على التزامهم الفكري والعملي ذاك أية حجة ، فإذا حاورهم الأنبياء من خلال منطق عقلي سليم ، لم يلتفتوا إليهم بل وقفوا منهم موقف التحدي الذي يرفض استماع كلمات الفكر والوحي أو التفكير بها ، لأن المهم بالنسبة لهم الثبات على مواقفهم التقليدية ، بقطع النظر عن القاعدة الفكرية التي ترتكز عليها ، أو تتحرك من خلالها لأنهم لم يكونوا في أجواء التفكير هذا ، مع إطلالة على تاريخ حركة الأنبياء ، مع ذكر بعض النماذج الرسالية الحية منهم التي عاشت الحركية ، في خط الدعوة والمواجهة ، في أكثر من موقع ، كإبراهيم عليهالسلام الذي يمثل النبيّ المتعدد الآفاق والمواقع والمواقف في خط الرسالة ، وموسى عليهالسلام ، الذي بدأ تاريخه في مواقع الصراع منذ ولادته حتى نبوّته ، وبعدها ، ما يجعل من دراسة تاريخ هذين النبيّين ، أساسا لبناء حركيّة العمل الإسلامي على أساس القوّة في الموقف ، والحكمة في الأسلوب ، والواقعية في النظرة إلى الصراع.
وقد جاء الحديث عن عيسى ابن مريم عليهالسلام كنموذج رساليّ آخر