تسبيح الله على نعمه
(وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا) في تسبيح يعبّر عن الإحساس بالعظمة والنعمة ، ليعطي للممارسة الحياتية معنى روحيّا بالإضافة إلى ما تمثله من معنى مادّي. (وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) لأننا لا نملك أيّة طاقة ذاتية تتيح لنا تنظيم حياتنا وتسهيلها بالوسائل الحيّة أو الجامدة التي تتوقف عليها حركة الحياة ، والله ـ وحده ـ هو الذي يعطي الطاقة للإنسان في كل وجوده وفي كل مفردات حياته.
(وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ) فمنه البداية ، وإليه الانتهاء نقف بين يديه لنواجه الحساب كله على أعمالنا كلها ، وعلى حياتنا كلها ، فليس عندنا شيء إلّا منه ، وذلك هو خط التربية الإسلامية الذي يريد أن يربط الإنسان بالله ، فيتحسس في أعماقه علاقته به ، بالمستوى الذي يشعر فيه بأن كل شيء منه ، فلا حقيقة إلا وجوده ، ولا قدرة لأحد إلا من خلال قدرته ، مما يفرض على كل إنسان أن يذكر ذلك في وعيه وعلى لسانه.
* * *