انحرافه بلحاظ الظروف الموضوعية التي تحيط بالوضع من جميع جوانبه ، لتحديد الموقف سلبا أو إيجابا ، على أساس ذلك.
* * *
(إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)
وإذا فكر الإنسان بالمسؤولية عند اتخاذ هذا الموقف غير الحاسم في مواجهة هؤلاء الذين لا يرجون أيام الله ، فإن القرآن يؤكد أن الجزاء ، في الثواب والعقاب ، من شؤون الله الذي لا يفوته أحد في ما هو العقاب ، ولا يضيّع عمل أحد في ما هو الثواب (لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) من الأعمال الحسنة أو السيئة ذلك أن المسؤولية الفردية تنعكس على نفس العامل بالخير أو بالشر ، من دون أن يكون لمن يتعلقون به ، نصيب في نتائجها.
(مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ) من حيث النتائج الجيّدة لعمله على مستوى الحياة الخاصة في الدنيا وعلى مستوى المصير في نعيم الآخرة ، (وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها) لأن العمل السيّئ ينطلق من حالة سوء في داخل ذات المسيء ، في طبيعة تفكيره وسلوكه (ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) لتقفوا بين يديه ، وتواجهوا الحساب الذي يحدّد مصيركم النهائي.
* * *