يكيدون وفي ما يخططون ، لأنهم لا يتحركون من قضية حقّ وعدل بل يتحركون من عقدة باطل وظلم ، لإسقاط الحياة ، لا لتقويمها وإسعادها.
* * *
فرعون يؤلب الناس على موسى عليهالسلام
(وَقالَ فِرْعَوْنُ) ـ وهو يستشير قومه ـ ليبقى له الموقع المميز بينهم .. (ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى) فيبدو ، أنه كان يواجه معارضة منهم ، ولهذا فإنه يطلب منهم أن يوافقوه على قتله (وَلْيَدْعُ رَبَّهُ) فهذا الرب لن يستطيع أن ينصره علينا. ثم بدأ عملية الإثارة التي تخاطب مشاعرهم ، وتستثير غرائزهم ، وتحرّك عصبيتهم (إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ) الذي درجتم عليه منذ بداية تاريخكم وينقلكم إلى عبادة الإله الواحد (أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ) الذي قد يسيء إلى النظام العام ، وإثارة الفتنة ، وتحريك المشاكل ضد الحكم الطاغي. هذا هو الأسلوب الذي يستعمله الطغاة في تأليب الناس ضد من يعملون على إصلاح الواقع وإسقاط حكمهم وتغيير النظام الفاسد .. فهم يتهمونهم بالكلمات المثيرة للمشاعر ، كالتخريب ، والإفساد وتبديل الدين ونحو ذلك .. وهذا ما حاول فرعون فعله في مواجهة موسى ليحصل على تأييد قومه لفكرة قتله.
* * *
موسى عليهالسلام يبطل تأثير كلام فرعون في النفوس
(وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ) فليست قوّتي الذاتية هي التي أواجه بها هذا المنطق التهديدي الذي تستخدمونه ضدي بما تملكونه من قوّة كبيرة ، بل إنني أستجير بقوّة الله منكم ، وأنا واثق بأني سأحصل منها على ما أريد ، لأني لا أتحرك من موقع ذاتي ، بل من موقع رساليّ ، وهو موقع يحقّق لي الشعور بالأمن منكم و (مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ) ولا يخاف