نهاية الحوار
وفي نهاية هذا الفصل يختم المؤمن حوارة معهم ، بعد استنفاد كل الوسائل ليقول لهم (فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ) من الفكر الإيماني ، والخط التوحيدي ، والنهج المستقيم ، وستستعيدون كلامي كله ، عند ما تصطدمون بواقع الحياة الذي يتحدى كل أوضاعكم وأعمالكم ، تماما ، ككلّ الأصوات الخيّرة التي لا تلامس أرواح وأفكار الناس الذين توجه إليهم نداءها إلّا بعد حين.
ثم يعلن لهم أنه ينفض يديه منهم ويفوض أمره إلى الله بقوله : (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ) فهو الذي يتولى تدبيري في الدنيا ، وتدبيري في الآخرة (إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) لا يفوته من أمرهم شيء ، مما يخفونه ومما يعلنونه.
* * *
الله يستجيب لعبده المؤمن
.. وتأتي اللمسة القرآنية ، لتؤكد استجابة الله له في هذا التفويض ، حيث وقاه الله سيئات مكرهم ، بينما واجهوا نتائج مسئوليتهم ، فانتهوا إلى النار ، وبئس القرار (فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا) وأبطل كل تدبيرهم في الضغط عليه ، ومحاصرته ومصادرة حريته ، وهزيمة موقفه ، (وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ) وهو (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا) في عذاب مستمر في عالم البرزخ يعيشون فيه العذاب النفسي (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) حيث ينطلق نداء الله القوي الحاسم (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) الذي يستحقونه لطغيانهم وكفرهم.
* * *
إيحاءات القصة والحوار
وقد لا يفوت القارئ ، وهو يتابع هذه الآيات ، كيف يمكننا أن نطبّق