(عَلَقَةٍ) : العلقة : قطعة من الدم.
* * *
عقيدة الوحدانية في القرآن
حديث القرآن عن الله ، حديث متنوّع في أسلوبه ومفرداته ، غايته جعل العقيدة في وعي الإنسان متنوعة على الكون الممتدّ الذي يستوعب قضاياه في حاجاته الوجوديّة ، وفي حركته الروحية ، لئلا تبقى معادلة تجريديّة في الفكر ، بل تصبح إلى جانب ذلك ، حركة منفتحة على الحياة ، تتحرك مع الإنسان فتتحرك معها كل آفاق الحياة المحيطة به ، والمتصلة بوجوده ، وتغدو طعامه وشرابه الذي يتناوله في كل يوم ، من خلال ما يعيشه في كل لحظة .. وبذلك تكون علاقة الإنسان بالله جزءا من تكوينه الذاتي الذي لا ينفصل عنه ، في أي من الأوضاع الطارئة في حياته.
(اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً) تستقرون فيه ويؤمن استقرار حياتكم بطريقة مريحة متوازنة ، (وَالسَّماءَ بِناءً) تستظلون فيه (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) في ما يوحي به ذلك من جمال المنظر ، ودقّة الأجهزة ، وتنوّع المهمات التي تؤديها ، مما يجعل الإنسان عنصرا فاعلا قادرا على إدارة شؤون الكون كله في الحدود التي أعدّه الله له.
(وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) التي تستلذونها وتستمتعون بها ، وتستطيبونها ، وتحصلون على القوّة الجسدية التي تؤمن استمرار حياتكم. (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ) الذي يربّيكم ويدبر أموركم ، ويحيطكم برعايته ، ويتعهدكم باللطف والرحمة والخير العميم ، (فَتَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) وتقدّس وتعالى في ربوبيته المطلقة التي تشمل العوالم كلها بالرعاية والتدبير ، في نظام الوجود وحركته ، (هُوَ الْحَيُ) الذي لا يقترب الموت منه ، مما يعطي الحياة معنى مطلقا في ذاته لم يسبقه عدم ولا يقترب منه العدم (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) وحده