الحركة ، ولا تبقى إلى نهاياتها ، لذا فإن الصبر ، وهو مظهر قوّة وعنوان صمود ، سوف يؤكد المفاهيم الإيمانية في وعي المؤمنين والكافرين ، لأن الشكوك تعمّق الفكرة في قلق المعرفة ، تماما كما تعمّقها حالة اليقين ، ولأن علامات الاستفهام التي تبحث عن جواب ، سوف تصل إلى الإيمان على المدى الطويل.
.. وإذا كان هؤلاء يستمرون في تمرّدهم فإنهم سيلاقون الله ، ليلقوا جزاء أعمالهم في الآخرة إذا لم يلاقوا الجزاء في الدنيا.
(فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) من بلاء الدنيا وعذابها ، (أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ) بالموت فلم تبصر ذلك في حياتك ، (فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ) ليواجهوا النتائج القاسية لما هم فيه من كفر وعصيان.
وتلك هي القضية التي لا بد أن يعيها العاملون الرساليون في حركتهم الرسالية إزاء ما يواجهونه من حالات التمرّد والجحود والكفران .. وما يعيشونه من ضغوط صعبة ، وتحديات شديدة ، ذلك أن التغيير يحتاج إلى الكثير من الجهد والألم والتضحية والمعاناة.
* * *
الرسل وخط الرسالات
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ) في حديث الأنبياء الذين عاشوا في وعي الناس ، وتعمقوا في حياتهم ، وكان لهم تأثير كبير في حركة التاريخ من أصحاب الرسالات الكبيرة والصغيرة ، فانظر إلى تجربتهم الحيّة ومعناها الرسالي ، وتابع خط السير الذي تحركوا فيه ، وادرس النتائج الإيجابية التي حصلوا عليها وحصلت عليها الرسالة من خلالهم.
(وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) من أولئك الذين أرسلهم الله إلى أمم لم تصلنا أخبارها ، أو لم تكن في مستوى حضاري يصل بها إلى بلاد الحضارات ،