(وَحاقَ بِهِمْ) : نزل بهم.
* * *
آيات الله وأفضاله على خلقه
وتنتهي السورة بهذا الفصل الذي يوجه مجتمع الدعوة ، وغيره من المجتمعات ، إلى ما أنعم الله به على الناس من الأنعام التي يستفيدون منها للأكل والشرب والركوب ونحو ذلك ، ومن السفن التي يسّر الله لهم استعمالها في البحر ليركبوا فيها ، وهو أمر يدفعهم إلى التأمّل في تلك النعم ، كما يثير فيهم التفكير في آيات الله ، وليقودهم إلى متابعة تجارب الأمم التي سبقتهم ممن ساروا في مسيرتهم ، ليكون هذا الحديث كله ، منطلق يقظة ، ودعوة تفكير ، وحركة فكر يريد أن يبلغ الهدى من أقرب طريق.
(اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ) من الإبل والبقر والغنم ، (لِتَرْكَبُوا مِنْها) و «من» هنا للتبعيض أي لتركبوا بعضها مما يستعمل للركوب (وَمِنْها تَأْكُلُونَ) حيث تنتفعون من لحمها ، (وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ) بما تنتفعون من ألبانها وأصوافها وأوبارها وأشعارها وجلودها ، (وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ) من أغراض التنقل من مكان إلى آخر ونحوه ، (وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) في ما أعدّه الله لكم من وسائل ركوب البحر ، حسب القوانين التي أودعها فيه وفي حركة السفن فيه.
(وَيُرِيكُمْ آياتِهِ) في السماء والأرض ، مما يفرض نفسه على العقل في دلالته على توحيد الله وعظمته ، (فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ) وهي ماثلة أمامكم عيانا ، فكيف تنكرون الله الذي تدل عليه.
* * *