العبيد والفقراء والضعفاء لأنهم من طبقة منحطّة لا تملك المال الوفير ، ولا النسب الكبير ، ولا الشأن الخطير. هؤلاء هم جماعة الأنبياء الذين كان المستكبرون يعيّرونهم بهم في مثال قول بعضهم للنبي : (ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ) [هود : ٢٧].
* * *
مسئولية العاملين الرساليين
وفي ضوء ذلك ينبغي للرساليين في كل زمان ومكان ، أن لا يتعقّدوا من إعراض الأكثرية عنهم ، ولا يشعروا بالإحباط بسبب ذلك. بل عليهم أن يروا في ذاك الإعراض أن النفوس لا تطيق التغيير الذي يخرجها عما اعتادته في حياتها .. كما أن الطبقة المسيطرة ماليا وسياسيا وعسكريا ، لا تجد في الرسالة ما يحقق مصلحتها ، ويحفظ امتيازاتها ، بل تجد فيها ضد ذلك ، ولذلك فإنها تقف منها موقفا معارضا ، لتقييد حريتها ، وإسقاط مواقعها ، وإرباك شؤونها .. وهي تعمل ـ في الوقت نفسه ـ على حشد الجماهير المستضعفة ضدّها ، باستغلال حاجة تلك الجماهير إليها ، والضغط من مواقع القوة عليها ، كي تقف ضد قوى التغيير ، تحت تأثير شعارات خادعة وكلمات مضلّلة ، ومشاعر قلقة ، وانفعالات حادّة .. بحيث تقود هذه الجماهير ضد مصلحة نفسها على أكثر من صعيد ، غفلة منها عن الحقيقة ..
إن على العاملين أن يفكروا بواقعية في تنمية حركة الرسالة في الواقع ، وأن يدرسوا الظروف الواقعية التي تساعدهم على تجاوز الحواجز التي يضعها المترفون والطغاة والكافرون أمام حركتهم الرسالية ، وأن يتابعوا السير بصبر ووعي وقوّة .. لأن الجماهير الواعية التي هي صاحبة المصلحة في التغيير سوف تكتشف الحقيقة ، ولو بعد حين.
* * *