(وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فلا يخفى عليه شيء من أعمالكم التي تخضعون فيها للحساب ، والله العالم.
* * *
مع حديث مناسبة النزول ، عرض ومناقشة
وقد جاء في مناسبة نزول هذه الآيات في الدر المنثور في ما أخرجه أحمد والحميدي وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وأبو عوانة وابن حبان وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي وأبو نعيم معا في الدلائل عن علي قال : بعثني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنا والزبير والمقداد فقال : انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ (موضع في طريق مكة) فإن بها ظعينة (المسافرة) معها كتاب فخذوه منها فائتوني به.
فخرجنا حتى أتينا الروضة ، فإذا نحن بالظعينة فقلنا : أخرجي الكتاب. قالت : ما معي كتاب قلنا : لتخرجن الكتاب ، أو لنلقين الثياب ، فأخرجته من عقاصها ، فأتينا به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فإذا فيه : من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة ، يخبرهم ببعض أمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما هذا يا حاطب؟ قال : لا تعجل عليّ يا رسول الله إني كنت أمرأ ملصقا من قريش ولم أكن من أنفسها ، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة ، فأحببت إذا فاتني ذلك من النسب فيهم أن أصطنع إليهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني. فقال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : صدق.
فقال عمر : دعني يا رسول الله فأضرب عنقه ، فقال : إنه شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.