الآيتان
(لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٨) إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (٩)
* * *
من هم الذين لا ينهى الله عن معاداتهم؟
لقد كانت القضية المطروحة في الحديث عن الموالاة للكافرين مشروطة بالعداوة في الشعور. والممارسة ، لأن الله لا يريد من المؤمن أن يكون ساذجا في نظرته إلى علاقاته بالآخرين ، بحيث تتحول طيبته الذاتية إلى نوع من أنواع السذاجة العقلية والعملية التي تثير في أعدائه غريزة العدوان عليه من مواقع غفلته ، ولأن الله يريد للمؤمن أن ينظر إلى الخلاف العقيدي نظرة جدية عند ما يتحول في مواقف الفئات المضادة إلى وضع عدواني ، فيتعامل مع هذا الوضع بواقعية. أما في هاتين الآيتين ، فينطلق التأكيد من القاعدة الإيمانية الإنسانية