التحريمية العامة. وقد كان توقفه منطلقا من أن المعاهدات لا تشمل المواقع التي تتضمن الحرام الشرعي ، فكان يريد أن يعرف حكم الله ، فجاءت الآية لتضع القضية في نصابها الشرعي الصحيح.
وإذا لم تكن الرواية صحيحة ، فإن القضية تتصل بالموقف العام من هذه المسألة في الأجواء الإسلامية العامة ، في علاقات المشركين بالمسلمين ، في نطاق المعاهدات المكتوبة ، أو في نطاق الهدنة المعقودة بينهم بطريقة واقعية.
* * *
قيمة المرأة إسلاميا من خلال هذه الآيات
يمكن أن نستوحي من هذه الآيات ما يمنحه الإسلام للمرأة من قيمة كبيرة في الاستقلال العقيدي ، فليس لزوجها الحق في أن يفرض عليها عقيدته على أساس تبعيتها له ، بل هي إنسان مستقل يملك الفكر المستقل الذي يتحرك في نطاق العقيدة ، كما يملك الإرادة التي تؤكد الموقف والانتماء. كما يوحي إلينا ، من الناحية التاريخية ، إلى أيّ مدى كانت المرأة مستقلة في مستوى الإيمان الكبير ، بحيث كانت تترك زوجها وأهلها وأولادها ، فرارا بدينها ، حتى لا تسقط تحت تأثير الضغوط القاسية التي يحاول الكافرون ممارستها ضدها ليفتنوها عن دينها ، فكانت تتحمل الصعوبات الشديدة والسفر المجهد الطويل ، حتى تصل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لتجد الحماية عنده ، كما تجد المناخ الذي تستطيع أن تتنفس فيه هواء الإسلام النقي.
وكان الوحي واضحا في تأكيده على المؤمنين الذين يمثلون المجتمع الإسلامي بأن يحققوا لهن الحماية إذا عرفوا صدق إيمانهن ، وثبات موقفهن.