وقد يكون في هذا بعض الإيحاء بحماية المرأة من كل ضغط يحاول استغلال ضعفها لإبعادها عن تفاصيل الالتزام الإسلامي ، في ما يعمل له الخط الكافر أو الخط المنحرف من فرض السفور والخلاعة والانحراف عليها ، أو من ممارسة القهر والعنف الجسدي والمعنوي ضدها ، لتترك الالتزامات العبادية والأخلاقية.
إن من الضروري على المجتمع المسلم دراسة الوسائل الكفيلة بمواجهة الضغوط الاجتماعية أو السياسية التي تبتعد بالمرأة المسلمة عن الانحراف ، عند ما تلجأ إلى الجماعة المسلمة لحمايتها من ذلك ، لأن مسألة الحماية ، في حالة الهجرة من بلاد الكفار إلى بلاد الإسلام ، لا تختص بهذا الجانب ، بل إنها تمثل النموذج في مسألة الانحراف الذي يمكن أن يمتد معناه إلى التفاصيل ، كما يتمثل في المبدأ.
* * *
امتحان المؤمنات المهاجرات
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) هذا نداء للمؤمنين ، باعتبارهم يمثلون القوة الضاغطة التي تملك أمر الحماية الواقعية بقيادة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ليواجهوا القوم الذين يأتون إلى المدينة للمطالبة بإرجاع هؤلاء النسوة إلى الكفار ، فلا يستطيعون إلى ذلك سبيلا.
(إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ) معلنات إيمانهن على خط الإسلام وفرارهن بدينهن من ضغط الكفار الذين يعملون لفتنتهن عن ذلك ، ولمنعهن عن ممارسة الالتزامات الدينية ، (فَامْتَحِنُوهُنَ) لتتعرفوا طبيعة الموقف الحقيقي لهن ، إذا ما كان وليد بعض مشاكل شخصية في نطاق العلاقات الزوجية أو الأبوية ، أو نحو ذلك مما قد يستسلمن فيه لانحرافات أخلاقية