الموقف شرعية في علاقة الشخص المبايع بصاحب البيعة ، بحيث يستمد القائد أو الأمير شرعيته من خلال ذلك. وهذا مما لا معنى له في قضية الرسالة والرسول ، لأن الإيمان بهما ينطلق من مسألة الشرعية الإلهية التي حددت شخصية الرسول في حركة الرسالة.
وخلاصة الفكرة ، أنّ هناك بيعة تمنح الشرعية لصاحبها في ما يلتزم به الكثيرون من المسلمين بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يملكون شرعية في ولايتهم على الناس إلا بذلك ، وهذا مما لا مضمون له في بيعة الرسول ، أو الإمام ، في نظرية الإمامة ، ولكن هناك بيعة تعبر عن الالتزام الذاتي بالولاية بعد الالتزام العقيدي بها أو لتأكيده بالإعلان بهذا الالتزام بها ، وهذا هو معنى البيعة في الرسول ، أو الإمام.
* * *
بيعة النساء
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ) اللاتي دخلن في الإسلام وأعلنّ إيمانهن بالله وبالرسول (يُبايِعْنَكَ فَبايِعْهُنَ) ليعبرن لك عن التزامهن بهذا الخط في خط الرسالة ، وبقيادتك في حركة النبوة من مواقع استقلالهن في إرادة الانتماء للعقيدة التي يؤمن بها ، إذا إن المرأة ليست تابعة للرجل ليكون إيمانها على هامش إيمانه ، وبيعتها تابعة لبيعته ، لأنها إنسان مستقل في مسألة الإيمان والكفر ، والطاعة والمعصية ، وفي دائرة المسؤولية ، فلا يغني الأب عن ابنته ، ولا الزوج عن روجته ، ولا الولد عن والدته شيئا ، (عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً) لأن التوحيد هو القاعدة الثابتة للعقيدة الإسلامية ، وهو العنوان الشامل لكل تطلعات الإنسان في فكره وعمله ، باعتبار أنه يؤكد الالتزام بوحدانية الله