(الْعَزِيزِ) : هو من لا يغلبه غالب.
(الْحَكِيمِ) : هو المتقن فعله ، فلا يفعل عن جهل أو جزاف.
(الْأُمِّيِّينَ) : الأميون جمع أمي وهو الذي لا يقرأ ولا يكتب ، واحتمل أن يكون المراد بالأميين أهل مكة لكونهم يسمونها أم القرى.
(وَيُزَكِّيهِمْ) : التزكية تفعيل من الزكاة بمعنى النمو الصالح الذي يلازم الخير والبركة.
* * *
تسبيح ما في السموات والأرض الله
(يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) كل بحسب لغته وطريقته في التسبيح (الْمَلِكِ) الذي يملك الملك كله (الْقُدُّوسِ) الذي ارتفع بالقداسة فلا يدانيه أحد (الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) في مواقع العزة المطلقة والحكمة الشاملة. وهكذا يعيش الإنسان المؤمن ، مع بداية السورة ، مواقع عظمة الله ، لينصت بخشوع إلى آياته في مواقع حكمته.
وربما استوحى بعض المفسرين مناسبة هذه الصفات لمضمون السورة ، فكلمة «الملك» كانت بمناسبة التجارة التي يسارعون إليها ابتغاء الكسب ، وكلمة «القدوس» بمناسبة اللهو الذي ينصرفون إليه عن ذكره ، وكلمة «العزيز» بمناسبة المباهلة التي يدعو إليها اليهود والموت الذي لا بد من أن يلاقي الناس جميعا والرجعة إليه والحساب ، وكلمة «الحكيم» بمناسبة اختياره الأميين ليبعث فيهم رسولا يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وهو أمر طريف في جانب الاستيحاء لكنه ليس واضحا في دلالته.
* * *