الذي كانت القوة فيه للمسلمين وذلك بعد فتح الحديبية أو فتح مكة ، بحيث لم تكن هناك مشكلة كبيرة في العدد والعتاد ، الأمر الذي يجعل الفئة الأولى في المواقع المتقدمة في درجات القرب من الله ، لأن مسألة المعاناة في مواقفهم والأثر الكبير الإيجابي في نصرتهم للإسلام في مواقعهم تحمل ميزة كبيرة لا تقترب منها الفئة الأخيرة.
(وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى) لأن لكل فريق عمله الذي يجعله قريبا من الله ، مع تفاوت الدرجة ، مما يجعل الثواب المتنوع وعد الله للجميع ، (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) لأنه يعلم عمق النية في القلب ، وصدق الإحساس في الشعور ، وقوة الفكرة في العقل ، واستقامة الخط في الطريق ، ويعرف خفايا ذلك كله في درجاته ومواقعه.
* * *
التجارة مع الله
(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) فيقدم للمواقع وللمواقف وللأشخاص ، في الموارد التي يريد الله للناس أن يبذلوا فيها ما يملكون من مال وجهد وقوة ، تقربا إليه ، وابتغاء فضله ، (فَيُضاعِفَهُ لَهُ) فلا يكون حجم الثواب بقدر حجم العمل ، بل يزيد عليه من دون أن يضع حدا معينا للزيادة ، فيترك للعامل أن يطوف بروحه في آفاق رحمة الله لتكون سعة الأمل عنده بقدر سعة رحمة الله ، وليستريح للنتائج الكريمة التي يوحي بها الله (وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) يرضاه لنفسه ، ويرضاه الله له.
ونلاحظ أن في التعبير بالقرض الحسن في ما يبذله الإنسان من جهد مالي أو غير مالي ، إيحاء بأن الله الذي رزق الإنسان جهده في ما أولاه من