(وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً) جاء في أسباب النزول في ما رواه في عوالي اللآلي عن مقاتل بن سليمان قال : بينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يخطب يوم الجمعة ، إذا قدم دحية الكلبي من الشام بتجارة ، وكان إذا قدم لم يبق في المدينة عاتق إلا أتته ، وكان يقدم ، إذا قدم ، بكل ما يحتاج إليه الناس من دقيق وبرّ وغيره ، ثم ضرب الطبل ليؤذن الناس بقدومه فيخرج الناس فيبتاعون منه.
فقدم ذات جمعة ، وكان قبل أن يسلم ، ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يخطب على المنبر ، فخرج الناس فلم يبق في المسجد الا اثنا عشر ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لولا هؤلاء لسومت عليهم الحجارة من السماء ، وأنزل الله الآية في سورة الجمعة (١).
* * *
كيف نستوحي هذه الآية؟
وقد يكون وحي هذه الآية ، في ما يريد أن نستوحيه ، أن الله سبحانه يريد أن يتحدث إلينا دائما عن نقاط الضعف في الواقع الإسلامي الديني للجيل المسلم الأول من الصحابة ، ليؤكد لنا أن وجود نقاط الضعف في كل جيل مسلم لا يلغي إسلاميته ، ولا يخفف من مسئولية القيادة على التعامل معه ، والالتفات إلى نقاط القوة الأخرى الموجودة في داخله لدى الأفراد الآخرين ، أو لدى الأفراد أنفسهم الذين يعيش الضعف في داخلهم. ثم تنطلق القيادة لتوجه وترشد وتقود من خلال كلام الله ، ومن خلال القدوة ، أو من خلال الترغيب والترهيب.
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج : ١٩ ، ص : ٢٨٨ ـ ٢٨٩.