(فَصَدُّوا) : الصد يجيء بمعنى الإعراض.
(خُشُبٌ) : جمع خشبة.
(مُسَنَّدَةٌ) : التسند نصب الشيء معتمدا على شيء آخر كحائط ونحوه.
(يُؤْفَكُونَ) : يصرفون عن الحق.
* * *
المنافقون في ادعاءاتهم الكاذبة وملامحهم العامة
هذه السورة تلفت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الانتباه والاستعداد لمواجهة المنافقين الذين يخفون نواياهم الحقيقة وراء إعلانهم الظاهري للإسلام ، وتطلب إليه مواجهتهم بالمنطق القرآني الذي يكشف زيف أساليبهم.
(إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ) ، الذين يعيشون دائما القلق الداخلي الذي يتحرك من خلال الازدواجية العملية المتمثلة في سلوكهم المتأرجح بين الكفر والإيمان ، والذي يضعهم في دائرة الشك من قبل الآخرين ، كون طبيعتهم الذاتية تفسح المجال لذلك ، (قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ) في ما توحي به كلمة الشهادة في تطابق القول مع العقيدة ، ليؤكدوا للنبي وللمسلمين من حوله أنهم يؤمنون بالإسلام القائم على التوحيد ورسالة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما يؤمن المسلمون الآخرون ، ويؤكدون إيمانهم بهذه الشهادة الصارخة ، (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) فليست رسالتك موضع الشك ، فإن الله الذي أرسلك هو الذي يعلم هذه الحقيقة ويؤكدها ، ولكن ذلك شيء ، ومسألة صدق هؤلاء المنافقين في شهادتهم شيء آخر ، (وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) في دعواهم الشهادة لك بأنك رسول الله ، لأن قيمة الشهادة بالكلمة أن تكون منفتحة على الشهادة بالقلب ، ولكن الله يعلم أن هؤلاء ينكرون رسالتك في إيمانهم العقلي