العزة في أجواء خط الحرية
وهكذا نستطيع أن نؤكّد خط العزة الذي يلتقي بخط الحرية كخط مستقيم في الواقع الإسلامي ، بحيث لا يملك المسلمون جماعات وأفرادا أن ينحرفوا عنه إلى خط الذل ، لأن المسألة تتصل بأصالة الإنسان المسلم في شخصيته وفي حركيته وموقع الإسلام في الحياة. وفي ضوء ذلك ، لا بد من أن يرسم المعنيون بحركة السياسة الإسلامية ومواقع التحدي في ساحة الصراع ، السياسة الإسلامية ، على أساس انفتاح خطوطها على معنى العزة ، وانطلاق حركة الصراع في هذا الاتجاه ، فيكون الخط الذي يبتعد عن ذلك خطا غير شرعي من جهة ، وخائنا لأمانة الإسلام والمسلمين من جهة أخرى ، مهما حشد له أصحابه من التأييد الشعبي ، لأن الشعب لا يملك أن يذل نفسه ، كما أن القيادة لا تملك الحرية في أن تفرض ذلك على الواقع وعلى الناس ، انطلاقا من وعي هذه القيمة الروحية والسياسية التي تفرض العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، بالرغم من تهويلات المنافقين والكافرين ، (وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) لأنهم لا يعرفون عمق القوة والحرية والعزة في العقيدة الإسلامية ، والعمق الروحي في شخصية المسلم ، مما يجعلهم ينظرون إلى الواقع من خلال الضغوط المادية على المسلمين ، ولا ينظرون إلى الإرادة الإسلامية الصلبة في ما هو التصميم والموقف الحاسم في مواجهة التحديات.
* * *