واردا على سبيل الاستهزاء والتهكم ، أو هي المنطقة التي يمكن أن يوزع فيها النور على الخلق ، فلعلهم يجدون فيها بعضا من النور الذي يبقى بعد التوزيع الشامل على المؤمنين والمؤمنات؟ ولكنهم لن يجدوا شيئا من ذلك ، لأن النور قد استنفد من الجو كله.
(فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ) يفصل بين هؤلاء وهؤلاء ، (باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ) حيث يعيش المؤمنون في داخله (وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ) الذي يطل على المنافقين من خلال النار.
* * *
أهل النفاق ينادون المؤمنين
(يُنادُونَهُمْ) في حوار أهل النفاق مع أهل الإيمان (أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ) في الدنيا ، في البيت الواحد ، أو المنطقة الواحدة ، فكيف اختلفت حالنا عن حالكم ، ومصيرنا عن مصيركم؟ (قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ) وعشتم الفتنة التي سقطتم فيها ودفعتكم إلى الانحراف ، (وَتَرَبَّصْتُمْ) بالمؤمنين أو بالرسالة الدوائر (وَارْتَبْتُمْ) فأخضعتم أفكاركم للريب وللشك الذي تعيشون فيه الاهتزاز الفكري والروحي من دون أن تعملوا على التحرك من أجل أن تخرجوا من ظلمة الشك إلى نور اليقين.
(وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُ) فعشتم الأحلام المرضية التي يخيل إليكم فيها أنكم تملكون فيها زمام الأمور ، وتسيطرون فيها على قضية المصير ، (حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ) وهو الموت الذي تشعرون فيه بالحقائق البيضاء الواضحة التي تعرفون فيها كيف تواجهون الموقف بجدية ومسئولية (وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) وهو الشيطان الذي يقود الإنسان إلى الخديعة بمكره وخداعه ، فيخيل إليه بأن الله