منه القيام به من بذل جهده في الطاعة ، وبذل ماله في الخير ، الأمر الذي يجعل التحرر منها بالسيطرة على نوازع الأنانية الذاتية التي تدفع إليها ، من أفضل أسباب السعي نحو الفلاح ، وذلك من خلال انفتاح الشخصية الإنسانية على مواطن الخير ، ومواقع التضحية بالمال والنفس في مواقع طاعة الله تعالى.
* * *
(اللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ)
(إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً) في ما تقدمونه من المال للمحتاجين إليه من الفقراء والمساكين واليتامى والغارمين ونحوهم ، (يُضاعِفْهُ لَكُمْ) في ما يرزقكم في الدنيا من خزائن رزقه التي لا تنفد ، حتى لا تشعروا بالخوف من الفقر إذا أنفقتم ، فإن الله الذي رزقكم هذا المال يعدكم بأنه سيضاعفه لكم عند ما تنفقونه في موارد رضاه ، والله لا يخلف وعده (وَيَغْفِرْ لَكُمْ) سيئاتكم فتحصلوا على الخير في الآخرة من خلاله ، (وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) يشكر لعباده أعمالهم التي يرفعونها تقربا إليه ، ويحلم عنهم إذا أساؤوا ورجعوا إليه يستغفرونه ويطلبون منه الرحمة.
(عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الذي يطل بعلمه على آفاق الغيب وآفاق الحس ، فيوحي لعباده بالرقابة الشاملة الدائمة ، ويهيمن بعزته على كل مواقع العزة في الكون ، (فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) [النساء : ١٣٩] ، كما يدير بحكمته الحياة كلها في خط التوازن الذي لا يختل عن ميزان الحق والثبات مقدار شعرة.
وهذه من الأسماء الحسنى التي يريد الله تعالى من عباده أن يذكروه بها ،