في أجواء السورة
وهذه سورة مدنية يتلخص موضوعها الأساس في الحديث عن بعض تفصيلات مسائل الطلاق ، مع إطلاق ، روحية على الخطوط الإسلامية العامة ، في الالتزام بحدود الله التي يمثل الابتعاد عنها ظلما للنفس ، وفي إقامة الشهادة لله كأمانة إلهية يتحملها الشاهد ، من خلال ما يمثله ذلك من محافظة على الحقيقة التي لا بد للناس جميعا من أن يتعاونوا على جلائها ، وفي حركة التقوى التي يفتح الله بها للإنسان كل مغالق الحياة في زواياها الضيقة المسدودة ، بطريقة غير عادية ، وفي الثقة المطلقة بالله في كل ما يريده ، وفي الانفتاح على الحقيقة الكونية الخاضعة لتدبير الله ، وفي هندسة الواقع الحياتي للإنسان ، في تقدير منظم يضع لكل شيء مقدارا معينا لا يتجاوزه في حدوده المرسومة ، وفي الجولة التاريخية في مواقع الأمم السالفة التي عتت عن أمر ربها ، وفي النتائج السلبية التي واجهتها في الدنيا ، وتواجهها غدا في الآخرة ، مما يفرض على العاملين الذين لا يبتعدون عن منطق العقل في ما هو الحسن والقبح والخير والشر والضرر ، والنفع ، أن ينطلقوا للإيمان بالله ورسوله والكتاب الذي أنزله على رسوله ، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، ليعيشوا في النور الروحي المعنوي الذي يشرق في عقولهم وفي قلوبهم ، وفي